إن اتفاق معظم الآراء على عدم وجود علاقة مباشرة بين المال والسعادة، لا ينفي وجود آراء مغايرة، ترى أن هناك علاقة قوية بين المال والسعادة، وأن الفقر هو أساس الشقاء. وفي هذا المجال، يقول « منذر الرمحي»: من المؤكد أن المال يجلب السعادة مثلما يجلب الفقر التعاسة». مستشهدا بقوله تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) ويؤيده الرأي « سفيان جادالله قائلاً»: إذا كنت فقيراً ستكون مقهوراً ومغلوباً على أمرك». ويضيف:» أن نظرة الناس، وإن تغيرت حول مفاهيم السعادة ومسبباتها الأخرى، كالعلم، والصحة، يظل المال هو العامل الرئيسي لتحقيق تلك الأشياء» وتؤكد « سمر حميدي» أن المال هو سر السعادة لأن المال يجعل العائلة والأصحاب حولك لإسعادك، فبدون المال لن تجد أحداً حولك وخاصة في يومنا هذا لا يوجد شخص ينفع ويقف مع الآخر، وإذا سقطت في يوم من الأيام لن تجد أحداً حولك حتى شريك الحياة، فمن الممكن أن يتعاطف معك الأهل لفترة وبعد ذلك سيظهر عليهم الملل. وأخيراً نقر بأن المال يصنع شيئاً من السعادة ولكن تبقى ناقصة لأن الإنسان بطبعه كائن اجتماعي يحتاج الحب والعائلة والأصدقاء، وهذه الدنيا غريبة فالذي يملك المال غير سعيد والذي لا يملكه أيضاً لا يكون سعيداً.
فالمال أحياناً يكون نقمة على صاحبه أكثر مما يكون نعمة. القناعة ويؤكد عمار حسين (موظف) ان المال لا يحقق السعادة، فالسعادة تأتي من القناعة ولكن المال لم ولن يحقق السعادة ولكن للأسف الناس في هذه الأيام يعتقدون ان المال هو مصدر رئيسي للسعادة وإذا تساءلنا هل يمكنكم شراء حب الناس بالمال؟ وهل يمكن شراء شخص عزيز وغال على القلوب. واذا اعتقدنا بأن المال يحقق السعادة لكان كل الناس سعداء. علاقة افتراضية ميرة جمعة (موظفة) ترى أن المال لا يحقق السعادة، لافتة إلى أن هناك أشياء ليس في الإمكان تعويضها بالمال. وتضيف: قد يكون هناك مال بلا سعادة، وقد يحدث العكس، فتكون هناك سعادة بلا مال، وهذا ما يؤكد أن العلاقة بين المال والسعادة علاقة افتراضية أو خيالية في أغلب الأحيان. والسعادة الحقيقية هي النجاح في العمل وليس في جمع المال. أوراق ليس لها قيمة سارة عمران (موظفة) تقول: الناس في المجتمعات الفقيرة، يجدون السعادة الحقيقية في أمور أخرى غير المال، كتكاتفهم، وترابطهم الأسري والمجتمعي. وتتابع: نلاحظ في المجتمعات الغنية عدم شعور الأغلبية بالسعادة لعدم وجود الاستقرار النفسي والأسري. إضافة إلى ذلك، فهم يكدحون من أجل جمع المال، لكنهم لا يستمتعون به.
إفشاء السلام بين الناس، فالسلام يعني الدعاء بالسلامة لكلّ من يلقاه العبد، وله أثرٌ بالغٌ في نشر المحبة بين الناس، يقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: (والذي نفسي بيَدِه، لا تدخُلوا الجنَّةَ حتى تُؤمِنوا، ولا تؤمِنوا حتى تحابُّوا، أفلا أنبِّئُكم بشيءٍ إذا فعَلْتُموه تحابَبْتُم؟ أفشُوا السَّلامَ بينكم) ، [٧] فالسلام دعوةٌ صريحةٌ للأمان في المجتمعات، ممّا يؤدي إلى نشر السعادة بين الناس. ممارسة الأعمال التطوعية، من مساعدةٍ للمحتاجين، وإعانةٍ للمساكين، وكفالةٍ للأيتام والمحرومين، فالسعادة تكمن في العطاء، ودائماً ما يشعر الذي يعطي بوجوده وأنّه ذو قيمةٍ في الحياة؛ لأنّ العديد من الأمراض النفسية يعود السبب في الإصابة بها إلى الشعور بانعدام القيمة، كما عليه أن يُقدّم المعروف دون استهانةٍ فيه، فهو وإن قلّ في نظره، إلّا أنّه عظيمٌ عند الله تعالى. صلة الأرحام؛ حيث إنّ صلة الأرحام تعدّ من الأمور الواجبة التي أخبر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّها تُدخل السرور على قلوب الناس، وينتفع الواصل للرحم بالرزق الكثير، والعمر الطويل. المحافظة على أداء الصلوات في المسجد، فالصلاة تجعل المُصلي في رعاية الله وحفظه.
الحرص على ذكر الله تعالى، فالذكر من أهم العوامل التي تزيل الهموم، وتشفي القلوب، وتريح الصدور والنفوس. كفالة الأيتام ، فذلك الفعل له أثرٌ طيبٌ على نفس اليتيم. الحرص على حضور مجالس العلم، وتعلّم القرآن الكريم، فمجالس العلم تحضرها الملائكة، وتغشاها السكينة و الرحمة ، وتدعو لهم الكائنات على جميل صُنعهم. الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر برفقٍ ولينٍ ومحبّةٍ. النظر الى أحوال الناس، للعلم بوجود من هو أكثر هماً وأشد بلاءً، فيشكر العبد الله تعالى على نعمه الكثيرة عليه. السعادة في القرآن الكريم أراد الله تعالى أن يكون القرآن الكريم منهاجاً للحياة الكريمة، وطريقاً للسعادة والهناء، فقد ورد وصف أهل الجنة في القرآن الكريم بالسعداء، يقول الله تعالى: (وَأَمَّا الَّذينَ سُعِدوا فَفِي الجَنَّةِ خالِدينَ فيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالأَرضُ إِلّا ما شاءَ رَبُّكَ عَطاءً غَيرَ مَجذوذٍ) ، [٨] فثمن السعادة في الحياة الآخرة الحصول على رضا الله تعالى في الدنيا، مع تحقيق العبودية الكاملة له سبحانه، وقد ذكرت الآيات أنّ الصبر يصل بالإنسان إلى حالة من الرضا ، والرضا من أعلى درجات السعادة، كما أنّ العفو عن الناس ومسامحتهم ممّا يزيد الحب والألفة بين الناس، وكذلك التمسّك بالقرآن الكريم الذي أُنزل لإسعاد الناس، [٩] وكثيراً ما يظنّ الناس أنّ السعادة تكون في جمع المال، أو بالوصول إلى المناصب العليا، إلّا أنّ الواقع يُبطل ذلك، فلو حصل الإنسان على جميع المُتع الزائلة من مالٍ وجاهٍ وشهرةٍ، وفقَدَ السكون والطمأنينة في قلبه لكان أشقى الناس، يقول الله تعالى (وَمَن أَعرَضَ عَن ذِكري فَإِنَّ لَهُ مَعيشَةً ضَنكًا وَنَحشُرُهُ يَومَ القِيامَةِ أَعمى) ، [١٠] فالسعادة الحقيقية تكون بالقرب من الله تعالى، والشقاء يكون في البُعد عنه.