الحمد لله نعمة الوقت من النعم العظيمة التي امتن الله بها على عباده ، حتى أقسم الله تعالى ببعض الوقت فقال تعالى: ( وَالْعَصْرِ) ، لأهمية هذا الوقت وبركته ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ( اغتنم خمسا قبل خمس حياتك قبل موتك وصحتك قبل سقمك وفراغك قبل شغلك وشبابك قبل هرمك وغناك قبل فقرك) انظر صحيح الجامع برقم (1077). ولما كان أكثر الناس جاهلين بقدر هذه النعمة ، غافلين عما يجب عليهم نحوها من عمارتها بشكر الله وطاعته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري (6412) والمغبون هو الخاسر في بيعه أو شرائه. وَقَالَ الطِّيبِيُّ: " ضَرَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُكَلَّفِ مَثَلا بِالتَّاجِرِ الَّذِي لَهُ رَأْس مَال, فَهُوَ يَبْتَغِي الرِّبْح مَعَ سَلامَة رَأْس الْمَال, فَطَرِيقه فِي ذَلِكَ أَنْ يَتَحَرَّى فِيمَنْ يُعَامِلهُ وَيَلْزَم الصِّدْق وَالْحِذْق لِئَلا يُغْبَن, فَالصِّحَّة وَالْفَرَاغ رَأْس الْمَال, وَيَنْبَغِي لَهُ أَنْ يُعَامِل اللَّه بِالإِيمَانِ, وَمُجَاهَدَة النَّفْس وَعَدُوّ الدِّين, لِيَرْبَح خَيْرَيْ الدُّنْيَا وَالآخِرَة وَقَرِيب مِنْهُ قَوْل اللَّه تَعَالَى ( هَلْ أَدُلّكُمْ عَلَى تِجَارَة تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَاب أَلِيم) الآيَات.
Ministry of Foreign Affairs and Expatriates - الجمهورية العربية السورية وزارة الخارجية والمغتربين 2020 © جميع حقوق النشر محفوظة لوزارة الخارجية والمغتربين