كانت مدينة (يانيا) تحت حكم عائلة ( توكو)الإيطالية ، وعندما مات ( كارلو توكو الأول) عام 1430م ، ولي الحكم بعده ابن أخيه (كارلو توكو الثاني) ولكن أبناء ( توكو الأول) غير الشرعيين ثاروا وطالبوا بالحكم ، فبدأ عهد من الاضطراب والفوضى والقتال عانى منه الشعب الأمرين ، وعندما سمعوا بأن السلطان ( مراد الثاني) بالقرب منهم في مدينة (سلانيك) ، قرروا إرسال وفد عنهم. أمر السلطان مراد رئيس حجابه بالسماح للوفد بالدخول عليه ، ثم قال لرئيس الوفد بواسطة الترجمان: أهلاً بكم ، ماذا أتى بكم إلى هنا ؟ وماذا تبغون ؟ قال رئيس الوفد: أيها السلطان العظيم ، جئنا نلتمس منكم العون ، فلا تخيب رجاءنا. - وكيف أستطيع معاونتكم ؟ - يا مولاي، إن أمراءنا يظلموننا، ويستخدموننا كالعبيد، ويغتصبون أموالنا ثم يسوقوننا للحرب. - وماذا أستطيع أن أفعل لكم ؟ إن هذه مشكلة بينكم وبين أمرائكم. - نحن أيها السلطان لسنا بمسلمين، بل نحن نصارى، ولكننا سمعنا كثيراً عن عدالة المسلمين، وأنهم لا يظلمون الرعية، ولا يكرهون أحداً على اعتناق دينهم، وإن لكل ذي حق حقه لديهم.. لقد سمعنا هذا من السياح، ومن التجار الذين زاروا مملكتكم، لذا فإننا نرجو أن تشملنا برعايتكم وبعطفكم، وأن تحكموا بلدنا لتخلصونا من حكامنا الظالمين.
تخلى قادة وجنود مصطفى بن بايزيد عنه في وقت الشدة فقبض عليه وأعدم. حاصر السلطان مراد القسطنطينية انتقامًا من أمبراطورها ولكن لم يستطع أن يفتحها. خرج عليه أخوه مصطفى بمساعدة أمراء الدويلات في المنطقة فهزمه وقتله. قام بإعادة ضم إمارات الأناضول وهى: آيدين، ومنتشا، وصاروخان، والقرامان. وبدأ يتجه لأوروبا مستأنفـًا حركة الجهاد ومؤدبًا للأوربيين الذين أساءوا للعثمانيين أيام المحنة التى حلت بهم أيام السلطان بايزيد. فتح المجر وأخذ الجزية من أمير الصرب مع تقديم فرقة من جنود الصرب لمساعدة السلطان في حروبه. واستعاد مدينة سالونيك والأفلاق وألبانيا. وعندما تجهز لحصار القسطنطينية نقض أمراء أوربا العهد معه فاتجه إليهم مرة أخرى، فأدب ملك المجر وأمير الأفلاق وأمير الصرب، وهزم جيشه وقتل قائده في معركة عند ترانسلفانيا من أملاك المجر، وهزم جيشه مرة أخرى، وأسر قائده فذهب السلطان بنفسه ولكنه هزم أيضًا......................................................................................................................................................................... فتح سلانيك لما فتح السلطان العثماني مراد الثاني مدينة سلانيك عام 1431 م وهزم البندقيين شر هزيمة ودخل المدينة منتصراً- أعلم الحاجب السلطان أن وفداً من مدينة (يانيا) قد حضر، وهم يرجون المثول بين يديه لأمر هام.. تعجب السلطان من هذا الخبر، إذ لم تكن له أي علاقة بهذه المدينة التي كانت آنذاك تحت حكم إيطاليا.
ثم اضطر السلطان للعودة مرة أخرى لتأديب الإنكشارية الذين استخفوا بابن السلطان الصغير، فشغلهم بالحرب في بلاد اليونان ، حيث قسم الإمبراطور البيزنطي ملكه بين أولاده، فأعطى جنا القسطنطينية ، وأعطى قسطنطين بلاد المورة (الجزء الجنوبي من اليونان). تمرد إسكندر بك: إسكندر بك هو أحد أبناء أمير ألبانيا الذين كانوا رهينة عند السلطان العثماني، أعلن إسكندر إسلامه واستغل انشغال السلطان بالحرب فهرب إلى ألبانيا, وطرد العثمانيين منها، فقاتله السلطان وانتصر عليه وأخذ منه بعض المواقع عام 851هـ، ثم اضطر لتركه لمحاربة المجريين في كوسوفو ، وقد عرض السلطان عليه أن يسلمه حكم ألبانيا مقابل جزية سنوية يدفعها، ولكنه رفض وبينما يستعد السلطان لمحاربته إذ وافته المنية. معركة كوسوفو الثانية عام 852هـ: للمرة الثانية يلتقي المسلمون في هذا السهل مع نصارى أوربا, ولكن هذه المرة مع الجيش المجري، والذي أراد الانتقام لهزيمته في معركة فارنا ، وانتصر المسلمون نصرًا عزيزًا على الجيش المجري. توفي السلطان مراد الثاني في عام 855هـ، وتسلم السلطة ابنه محمد الثاني (محمد الفاتح).
وسارع السلطان مراد الثاني لينتقم من إمبراطور بيزنطة فضرب الحصار على القسطنطينية عام 825هـ، ولكنه لم يتمكن من فتحها. فتنة أخو السلطان: استغل الأمير مصطفى أخو السلطان مراد انشغال السلطان بمحاصرة القسطنطينية, فقام بالتمرد عليه يدعمه أمراء الدويلات المستقلة في الأناضول ، فاضطر مراد أن يفك الحصار عن القسطنطينية ويقاتل أخاه حتى هزمه وقتله. فتنة قرة جنيد: لم يؤثر عفو السلطان محمد الأول عن هذا الخائن مرتين، فقد أدمن الخيانة وبدأ يزاول هوايته في عهد مراد الثاني، فاستولى على إمارة آيدين وأعلن انفصاله عن الدولة، فوثب عليه الجيش العثماني وقتله. نشاط السلطان مراد في الأناضول: واصل السلطان مراد تحقيق هدفه الأول، وهو إعادة الإمارات التي استقلت عن الدولة العثمانية في الأناضول ، فعقد صلحًا مع أمير القرمان. وجد أمير قسطموني نفسه في موقف حرج، إذ كان يدعم الأمير مصطفى أخا السلطان مراد،, فأسرع بالتنازل عن نصف إمارته للسلطان مراد وزوجه ابنته. سيطر السلطان مراد الثاني على إمارات آيدين ، منتشا، وصاروخان، وإقليم الحميد، وكرميان التي أوصى أميرها قبل موته بإلحاقها بالدولة العثمانية حيث لم يكن له من يعقبه، وانتهت بذلك مشاكل الأناضول وأصبح السلطان متفرغًا للجهاد في أوربا.
إسلام أون لاين: الدولة العثمانيـة _شخصيـات - مراد الثاني تصريح v t e سلاطين الدولة العثمانية حسب العصر ما قبل التأسيس سليمان شاه · أرطغرل غازي · دندار بك · گوندوغو باي · سنگر تگين · گوندوز باي (الشقيق الأكبر لعثمان الغازي) · سڤجي باي (الشقيق الأكبر لعثمان الغازي) النهوض (1299–1453) عثمان الأول · اورخان غازي · مراد الأول · بايزيد الأول · محمد الأول · مراد الثاني · محمد الثاني النمو (1453–1683) بايزيد الثاني · سليم الأول · سليمان الأول · سليم الثاني · مراد الثالث · محمد الثالث · أحمد الأول · مصطفى الأول · عثمان الثاني · مراد الرابع · إبراهيم الأول · محمد الرابع الركود (1683–1827) سليمان الثاني · أحمد الثاني · مصطفى الثاني · أحمد الثالث · محمود الأول · عثمان الثالث · مصطفى الثالث · عبد الحميد الأول · سليم الثالث · مصطفى الرابع · محمود الثاني التراجع (1828–1908) عبد المجيد الأول · عبد العزيز الأول · مراد الخامس · عبد الحميد الثاني التفكك (1908–1923) محمد الخامس · محمد السادس · عبد المجيد الثاني
ومات السلطان عام 824هـ ووصى لابنه مراد من بعده ولعلنا نلمس من الآن فصاعدًا إحدى سلبيات العهد العثماني، وهي قتل الإخوة لبعضهم تنازعًا على الملك, والتي ستظهر بصورة واضحة في السلاطين القادمين. السلطان الغازي مراد الثاني (824- 855هـ) تولى السلطة عام 824 وعمره لا يزيد على 18 سنة، وانتهج سياسة تنبني على إعادة السيطرة على إمارات الأناضول التي استقلت عن الدولة العثمانية أثناء غزو تيمورلنك ، حتى يوحِّد عدد كبير من المسلمين ليكونوا قوة كبيرة تنطلق لفتح أوربا ؛ لذلك فقد أجل الفتوحات في أوربا لحين استعادة إمارات الأناضول, فعقد هدنة مع ملك المجر مدتها خمس سنوات، ولكن ظهرت عدة مشكلات: طلب إمبراطور بيزنطة من السلطان مراد عدم الهجوم على القسطنطينية ، ولكي يضمن ذلك طلب من السلطان أن يسلمه اثنين من أخوته كرهينة, وهدد إمبراطور بيزنطة بإطلاق سراح مصطفى عم السلطان مراد إذا لم ينفذ شروطه, فرفضها السلطان مراد الأول فأطلق سراح عمه مصطفى، وزوده بعشرة مراكب فانطلق بها مصطفى لحصار مدينة غاليبولي على مضيق الدردنيل, فدخلها وترك فيها حامية، إلا أنه لم يتمكن من دخول قلعتها، وسار مصطفى نحو أدرنه وقتل القائد العثماني بايزيد باشا، وسار نحو ابن أخيه مراد ولكن حدثت خيانة في صفوف قواده، ففر مصطفى إلى مدينة غاليبولي حيث قبض عليه وأعدم.
ملخص المقال كيف استطاع السلطان مراد الثاني توحيد الدولة العثمانية وماذا عن جهاده في أوروبا؟ وماذا عن معركة فارنا أو وارنا سنة 848هـ بين السلطان مراد الثاني والتحالف السلطان الغازي محمد الأول (816- 824هـ) الشئون الخارجية: يبدو أن السلطان محمد عاش معذب الضمير من جراء قتله لإخوته الثلاثة عيسى وموسى وسليمان, ولذلك انعكس ذلك في معاملة الآخرين, ويتضح ذلك عندما انتصر على أمير القرمان وعفا عنه بعد أن أقسم له بالطاعة، ثم تمرد عليه مرة أخرى فانتصر السلطان عليه مرة أخرى وعفا عنه، وأيضًا في انتصاره على أمير أزمير قرة جنيد، ثم عفا عنه وعينه حاكمًا لمدينة نيكوبلي. الشئون الداخلية: قام أحد القضاة ويدعى بدر الدين بحركة يدعو فيها إلى مبادئ مشابهة للاشتراكية, وتبعه في ذلك الكثير وخاصة من أصحاب الديانات الأخرى، وأحس السلطان باستفحال أمره فقاتله وانتصر عليه وقتله. ظهور الأمير مصطفى بن السلطان بايزيد ظهر فجأة الأمير مصطفى بن السلطان بايزيد وأخو السلطان محمد، وطالبه بالحكم فقاتله، وانضم إليه قرة جنيد ودخل إلى بلاد اليونان ، ولكنه هزم ففر إلى إمبراطور بيزنطة الذي رفض تسليمه إلى السلطان محمد، ولكنه وعده بوضع أخيه تحت الإقامة الجبرية وخصص السلطان لأخيه راتبًا شهريًّا، وبرغم خيانة قرة جنيد إلا أن السلطان عفا عنه مرة أخرى.