قال الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، إن سداد الدين مقدم على زواج الأبناء خاصة إذا حان وقت سداد الدين. وأضاف عاشور خلال البث المباشر عبر صفحة دار الإفتاء للإجابة عن أسئلة المواطنين، يجوز أن تزوج الأبناء أولا في حالة ما إذا وافق صاحب الدين على تأجيل السداد وإذا اعترض فوجب السداد أولا. وتابع: أن المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعا، لقول رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم». حكم المماطلة في سداد الدين ومن جانبها قالت لجنة الفتوى التابعة لمجمع البحوث الإسلامية، إن المماطلة في سداد الدين مع القدرة على السداد حرام شرعًا. وأوضحت «البحوث الإسلامية» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابتها عن سؤال «ما حكم المماطلة في سداد دين مع القدرة على سداده؟»، أن مماطلة القادر على سداد الدين «إثم» وحرام شرعًا. وأضافت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن المماطلة في سداد الدين، مستشهدة بما قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «مطل الغني ظلم». هل سداد الدين مقدم على الحج والعمرة وقال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه إذا كانت نفقة الحج سوف تؤثر على الشخص سلبًا في سداد ما عليه من ديون، ففي هذه الحالة فإن سداد الدين أولى.
وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "مَطل الغني ظلم" وهذا يدل على تحريم المطل. والمراد به هنا تأخير ما استحق أداؤه بغير عذر، وليس لهذا التأخير ثمن مالي. وعليه فليس لأخيك شرعاً إلا ما أقرضك إياه، ولا يعتبر شريكاً فيما اشتريته، إلا إذا أعطيته أنت شيئاً من باب الإحسان إليه فيجوز لك، بل ربما كان أفضل جبراً لخاطره. والله أعلم.
قَالَ:"ضَعْ مِنْ دَيْنِكَ هَذَا وَأَوْمَأَ إِلَيْهِ أَيِ الشَّطْرَ". قَالَ: لَقَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ:"قُمْ فَاقْضِهِ"{متفق عليه}. وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قالت: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ خُصُومٍ بِالْبَابِ عَالِيَةٍ أَصْوَاتُهُمَا، وَإِذَا أَحَدُهُمَا يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ وَهْوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لاَ أَفْعَلُ. فَخَرَجَ عَلَيْهِمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:"أَيْنَ الْمُتَأَلِّي عَلَى اللهِ لاَ يَفْعَلُ الْمَعْرُوفَ. فَقَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ وَلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ(وله: أي لخصمي ما رغب من الحط أو الرفق). {متفق عليه}. [وَيَسْتَرْفِقُهُ فِي شَيْءٍ: يطلب أن يحط عنه شيئا من الدين، الْمُتَأَلِّي على الله: الحالف المبالغ في اليمين]. أما ما ورد في فضل العفو والمجاوزة والإبراء فمن ذلك ما جاء عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه: إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه، لعل الله يتجاوز عنا، فلقي الله فتجاوز عنه"{رواه مسلم}. وفي رواية عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"حوسب رجل ممن كان قبلكم، فلم يوجد له من الخير شيء، إلا أنه كان يخالط الناس، وكان موسرا، فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر، قال: قال الله عز وجل: نحن أحق بذلك منه، تجاوزوا عنه"{رواه مسلم}.
وفي يوم قلت لأبي يا أبي اجمعنا حتى نحل مشكلة الديون ونتخلص منها لأن الموت يأتي في أي لحظة، ويقول لي سنتخلص منها بعدين، فأقول في نفسي كيف أقنع والدي بالسداد ماذا أقول له ماذا أفعل له حتى نتخلص من الديون بالرغم أن والدي ليس متعلما ولا موظفا سابقا. وكذلك يا شيخ عند استلامي الراتب أعطي لوالدي جزءا بسيطا من المبلغ حتى أستطيع جمع باقي المبلغ للديون وكذلك لمصاريفي وغير ذلك من المال. ولكن المشكلة عندما أعطي لوالدي مبلغا بسيطا مثال على ذلك 200 ريال فبعد أسبوع يتضح أنه أنفقها كلها فقلت لا بأس لأنه والدي ولكن في كل يوم أو يومين يقول ليس عندي مال ليس عندي مال ، ولكن كيف هذا كيف أقوم بسداد ديون الناس ونحن غير متفاهمين وغير مترابطين مع إخواننا. وهل يا شيخ أعطي له جميع مال الراتب حيث ذكر على أنه أنت ومالك لوالدك. وأنا الآن يا شيخ أعيش متحطم القلب حيث إن والدتي توفيت في عام 1425هـ حيث كنت أذكرها كل يوم أنني عندما أجد عملاً فسوف أعمل حاجات جميلة لك، وأريدك أن تجدين لي عروسا جميلة من يديك الجميلتين، ولكنها فارقت الحياة الله يرحمها ويرحم جميع المسلمين. والآن تغيرت أحوالي. حتى أنني لا أستطيع محادثة أبي كما كنت أحادث أمي الله يرحمها لأنه كل مرة أجلس مع أبي يفتح مجال الفلوس وجزاك الله ألف خير على ما تقدموه لنا.
الإجابــة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فيجب على والدك سداد الدين الذي عليه إن كان قادرا، ولا يسقط حق الدائن بتقادم الزمن، ولو مات صاحب الدين دفع إلى ورثته. وأما إن كان عاجزا لعدم قدرته على العمل وعدم وجود مال زائد عن حوائجه يقضي منه دينه فلا يجب عليه ذلك لأن ذلك خارج عن قدرته، والله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها، ولا يجب على أولاده قضاء دينه؛ بل الواجب عليهم نفقته بما يحتاجه فقط. وزيادة في بيان هذا الموضوع الذي شغلك كثيرا نقول: نشكرك أولا على ما قمت به تجاه والدتك رحمها الله تعالى، وما تقوم به تجاه والدك -أطال الله في عمره على طاعته- من النصح والإعانة بالمال، ونقول لك: لا يجب عليك نفقته وحدك بل نفقته على جميع القادرين من أولاده، فإن قصروا ورأيت أنه محتاج فلا بد من أن تعطيه ما يكفيه ولا يضر بك، وقد بينا هذا في الفتوى رقم: 50146. وقد أحسنت في حرصك على لم شمل الأسرة، ونسأل الله أن يجزيك عن ذلك خيرا، كما أحسنت في الحرص على أداء الحقوق إلى أهلها وقضاء الدين الذي على والدك، وهذا من البر به والإحسان إليه لتبرئة ذمته، وليس كما قيل لك إنه سبب في تعجيل وفاة والدك.
والله أعلم. سداد الديون مواضيع ذات صلة مواضيع ذات صلة