[٦] فضل الدعاء عند رؤية الكعبة لأول مرة زيارة مكة المكرمة ورؤية الكعبة المشرفة حلم كل مسلم وهدفه، قال -تعالى-: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ}، [٧] فالحج أو العمرة رحلة إيمانية تسمو بالمسلم وتحلق به عاليًا في عوالم السكينة والرحمة، والمقصد الأول من الحج هو استجابة لأمر الله -عزّ وجلّ- وتأدية هذا الركن العظيم من أركان الإسلام الخمسة، ومن الأمور الأخرى التي تدفع الإنسان للذهاب إلى الحج الرغبة في رؤية الكعبة المشرفة والطواف بالبيت الحرام لقداسته في نفوس المسلمين وعظيم شأنه، ومن المستحب شرعًا تحري فضل الدعاء عند رؤية الكعبة، ولا بد من التنويه هنا أن فضل الدعاء عند رؤية الكعبة غير مقيد بالمرة الأولى إنما هذا من الأمور المنتشرة بين العامة ولا أصل لها، وهذا هو سبب اختيار عنوان فضل رؤية الكعبة لأول مرة للتنبيه على هذا الأمر والإشارة إليه، فالفضل حاصل وموجود في كل رؤية للكعبة المشرفة، حيث أن الدعاء في هذا الموقف مظنة استجابة وحريٌ بالتلبية، فيدعو الإنسان بما شاء من الأمور الدنيوية والآخروية، ويطلب من ربه صلاح الأمر والرشاد ولا مانع من تخصيص الدعاء بأشياء وأسماء معينة، كما أنه لم يرد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حديث صحيح حول تخصيص دعاء معين عند رؤية الكعبة، فللمؤمن أن يدعو بما شاء، والأحاديث الوارد بهذا الصدد ضعيفة، -والله تعالى أعلم-.
وينبغي أن يستحضر عند رؤية الكعبة ما أمكنه من الخشوع والتذلل والخضوع فهذه عادة الصالحين وعباد الله العارفين لأن رؤية البيت تذكرٌ وتشوقٌ إلى رب البيت. [ويستحب] أن لا يعرج ساعة دخوله على استئجار بيت أو حط قماش وتغيير ثياب ولا شىء ءاخر قبل الطواف، ويقف بعضُ الرفقة عند متاعهم ورواحلهم حتى يطوفوا ثم يرجعوا إلى رواحلهم ومتاعهم واستئجار المنزل. والدخول من باب بني شَيبة مستحب لكل قادم من أي جهة كان بلا خلاف، ويقدم رجله اليمنى في الدخول ويقول: " أعوذُ بالله العظيمِ وبوجهِهِ الكريمِ وسلطانِهِ القديمِ مِن الشيطانِ الرجيم بسمِ الله والحمدُ لله اللهمَّ صلّ على محمد وعلى ءال محمد وسلِّم، اللهم اغفر لي ذنوبي وافتحْ لي أبوابَ رحمتك "، وإذا خرج قدَّم رجله اليسرى وقال هذا إلا أنه يقول: " افتح لي أبواب فضلك "، وهذا الذكر والدعاء مستحب في كل مسجد. شاهد أيضاً ما حكم السعي بالنسبة الحج والعمرة ؟ الجواب: الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه قال النووي الشافعي في …
انظر: "تهذيب التهذيب" (12/28). 5- قال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/526): " ورواه سعيد بن منصور في السنن له من طريق برد بن سنان ، سمعت ابن قسامة يقول: (إذا رأيت البيت فقل: اللهم زده.. ) فذكره سواء " انتهى. وذكره ابن سعد في "الطبقات" من غير إسناد (2/173). والخلاصة: أن طرق الحديث كلها ضعيفة ، ولا يقوي بعضها بعضاً. ثانيا: ذهب كثير من العلماء إلى العمل به ، واستحباب الدعاء بما جاء فيه ، تساهلا في أبواب الأدعية والأذكار بالعمل فيها بالمراسيل ، إذا لم تكن منكرة أو مكذوبة. ولعل أول من نص على استحبابه الإمام الشافعي في "الأم" (2/184) حيث يقول بعد أن روى الحديث عن ابن جريج في ( باب القول عند رؤية البيت): " فأستحب للرجل إذا رأى البيت أن يقول ما حكيت ، وما قال مِن حَسَنٍ أجزأه إن شاء الله تعالى " انتهى. وقال ابن عبد البر في "الكافي في فقه أهل المدينة" (ص/365): " فإذا رأى البيت قال: اللهم زد هذا البيت شرفا وتعظيما ومهابة وتكريما ، وزد من شرفه وعظمة ممن حجه أو اعتمر تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة. وليس هذا القول من سنن الحج ، ولا من أمره ، ولم يعرفه مالك فيما ذكر عنه بعض أصحابه ، وقد روي ذلك عن جماعة من سلف أهل المدينة " انتهى.
[٨] المراجع [+] ↑ "الدعاء معناه وأهميته وأسباب استجابته" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف. ↑ سورة غافر، آية: 60. ↑ "أهمية الدعاء" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 16، صحيح. ↑ "ما هي مكانة الحج في الإسلام ؟ وعلى من يجب ؟. " ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف. ↑ "أركان الحج وواجباته" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف. ↑ سورة المائدة، آية: 97. ↑ "الدعاء عند رؤية الكعبة مطلوب ومستجاب" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 26-06-2019. بتصرّف.
3- عن حذيفة بن أسيد عن النبي صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (3/181) وفي إسناده عاصم بن سليمان الكوزي: كذاب وضاع ، كذا اتهمه ابن عدي ، والفلاس ، والدارقطني ، وقال النسائي: متروك. انظر ترجمته في "ميزان الاعتدال" (2/351). وقد حكم عليه الشيخ الألباني في "دفاع عن الحديث النبوي" (36) بقوله: ضعيف جدا ، بل موضوع. 4- وقد روى هذا الذكر أيضا الواقدي في "مغازيه" (3/1097) قال: فحدثني ابن أبي سبرة ، عن موسى بن سعد ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما: ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة نهارا من كدى ، على راحلته القصواء إلى الأبطح ، حتى دخل من أعلى مكة ، حتى انتهى إلى الباب الذي يقال له: باب بني شيبة ، فلما رأى البيت رفع يديه ، فوقع زمام ناقته ، فأخذه بشماله ، قالوا: ثم قال حين رأى البيت: اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وبرا) انتهى. والواقدي متروك الحديث كما قال الحافظ ابن حجر ، وشيخه ابن أبي سبرة هو أبو بكر بن عبد الله بن محمد بن أبي سبرة ، قال فيه أحمد بن حنبل: يضع الحديث ويكذب ، وقال النسائي: متروك الحديث ، وقال ابن معين: ليس بشيء ، وقال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الثقات.
قلت: وهذا سند صحيح إلى ابن جريج ، فإن سعيد بن سالم هو القداح ، قال فيه ابن معين: ثقة ، وقال النسائي: ليس به بأس ، وقال أبو حاتم: محله الصدق. وقال ابن عدي: حسن الحديث ، وأحاديثه مستقيمة ، ورأيت الشافعي كثير الرواية عنه ، كتب عنه بمكة عن ابن جريج ، وهو عندي صدوق ، لا بأس به ، مقبول الحديث. انظر: "تهذيب التهذيب" (4/35). إلا أن ابن جريج – وهو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج – من الذين عاصروا صغار التابعين ، توفي سنة (150هـ) فروايته عن النبي صلى الله عليه وسلم معضلة ، والحديث المعضل من أقسام الحديث الضعيف وهو ما سقط من إسناده راويان فأكثر على التوالي. ولهذا قال البيهقي: " هذا منقطع ، وله شاهد مرسل " انتهى. وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/526): " وهو معضل فيما بين ابن جريج والنبي صلى الله عليه وسلم ، قال الشافعي بعد أن أورده: ليس في رفع اليدين عند رؤية البيت شيء ، فلا أكرهه ، ولا أستحبه. قال البيهقي: فكأنه لم يعتمد على الحديث لانقطاعه " انتهى. وقال الزيلعي في "نصب الراية" (3/37): " وهذا معضل " انتهى. ولعل طريق ابن جريج هذا يعود إلى مرسل مكحول السابق ، فقد رواه الأزرقي في "أخبار مكة" (رقم/325) قال: حدثني جدي ، عن مسلم بن خالد ، عن ابن جريج ، قال: حُدِّثت عن مكحول ، أنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى البيت رفع يديه فقال: اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة ، وزد من شرفه وكرمه ممن حجه واعتمره تشريفا وتعظيما وتكريما وبرا.
وأما في الاستخارة فتفوض أمرها لله وتطلب منه أن ييسر لها الخير فيما لم يتبين لها وجه الخير فيه ، أما ما تبين لها وجه الخير فيه فتسأل الله إياه بدون استخارة، ولذلك نص العلماء على أن الاستخارة لا تشرع فيما تبين خيره، ولا فيما تبين شره. والله أعلم.